نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 445
بينهم ضرب بالجريد والأيدى والنعال، فبلغنا أنه أنزلت فيهم: (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [1].
وفى بعض روايات هذا الحديث: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان زائرا لعبد الله بن أبى، ولكنه كان يعود مريضا فمرّ به، فقال ما قال، فكان ما كان. وفى بعض الروايات أيضا تصريح باسم الرجل الذى انتصر لنبى الله صلى الله عليه وسلم، وهو عبد الله بن رواحة رضي الله عنه [2].
وذكر سعيد بن جبير: أنّ الأوس والخزرج كان بينهما قتال بالسعف والنعال ولم يذكر سببه، فأنزل الله تعالى هذه الآية، فأمره أن يصلح بينهما.
وقال السدى: إنّ رجلا من الأنصار اسمه عمران كانت له امرأة تدعى أم زيد، وأن المرأة أرادت أن تزور أهلها فحبسها زوجها، وجعلها فى مكان عال له لا يدخل عليها أحد من أهلها، وأنّ المرأة بعثت إلى أهلها، فجاء قومها وأنزلوها لينطلقوا بها، وأن الرجل كان قد خرج فاستعان أهل الرجل فجاء بنو عمه ليحولوا بين المرأة وبين أهلها، فتدافعوا واجتلدوا بالنعال، فنزلت فيهم هذه الآية، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصلح بينهم وفاءوا إلى أمر الله [3].
[موقف المؤمنين من الفئتين المختلفتين]
ذلك مجمل ما ذكر من أسباب نزول الآية الكريمة، وها أنت ترى أن سببها: أن قوما اختلفوا فبيّن الله تبارك وتعالى موقف بقية المؤمنين من الفئتين المختلفتين بهذه الآية الكريمة، ويتلخص هذا الموقف فيما يأتى:
أولا: أنّ المؤمن قد أعطاه الله حقا عليه أنّ يستخدمه ويقوم بواجبه. هذا الحق هو أن يكون داعية السلام، ونصير الحق فى أى موطن، وفى أى وقت، فمن واجب المسلم [1] رواه أحمد (3/ 631) والبخارى (2691) ومسلم (1799) عن أنس بن مالك رضي الله عنه. [2] رواه أحمد (6/ 262) والبخارى (4566) و (5663) و (6207) و (6254) ومسلم (1798) عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما. [3] انظر: تفسير الطبرى (11/ 388) وابن عطية (13/ 496).
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 445